التفكير الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية

التفكير الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية

في هذا المقال سنتكلم عن التفكير الاستراتيجي وأهميته في الإدارة الاستراتيجية الحديثة وسيتكون المقال من مجموعة من العناصر وهي:

  • مفهوم التفكير الاستراتيجي
  • سمات التفكير الاستراتيجي 
  • التفكير الاستراتيجي والتشغيلي 
  • التفكير الاستراتيجي صفة وراثية أم مكتسبة 
  • المشاكل التي تواجه التفكير الاستراتيجي 
  • سبع خطوات لبناء خطة استراتيجية قوية 
  • الاستراتيجية والمهام 
  • الخاتمة 
  •  

التفكير الاستراتيجي هو لب وجوهر الإدارة الاستراتيجية الحديثة وهو ركيزة أساسية في مواجهة الأزمات وإدارتها وتوقعها وتجهيز الحلول لها

وفي مفاهيم الإدارة الحديثة يقال إن الإدارة الاستراتيجية تبدأ بالتفكير الاستراتيجي:

مفهوم التفكير الاستراتيجي

  • القدرة على فحص وتحليل البيئة الخارجية والداخلية للمؤسسة الخاصة بك والقيام بالتنبؤات المستقبلية لكل من الفرص والمخاطر التي من الممكن أن تواجه المؤسسة مستقبلا والاستعداد لها بالبدائل والاحتمالات وبرامج الوقاية من المخاطر وبرامج انتهاز الفرص.
  • عن طريق التفكير الاستراتيجي يمكنك الانتقال بمؤسستك خطوة بخطوة بسرعة وثبات تجاه رؤية واضحة مبنية على أسس سليمة وواقعية تعمل على التغيير الإيجابي لواقع ومستقبل المؤسسة وكيفية استغلال العوامل الخارجية والداخلية للمؤسسة

سمات التفكير الاستراتيجي

يتميز التفكير الاستراتيجي عن التفكير العادي بأن التفكير الاستراتيجي ينظر إلى شمول الصورة فيدرس الماضي جيدا ويعرف الحاضر ويتوقع المستقبل ويستعد له وبالتالي تتميز الأفعال والخطوات المترتبة على عملية التفكير بأنها رد فعل مستقبلي بعيد الأمد.

التفكير الاستراتيجي هو الذي يجعل أحلام اليوم واقع المستقبل.

ويميز التفكير الاستراتيجي صاحبه بأنه يجعله من أصحاب البصائر ويعطيه القدرة على صياغة وكتابة الغايات والأهداف بعيدة المدي ويخلق لديه القدرة على تحليل ودراسة وتقييم البيانات والقدرة على اتخاذ القرار المناسب القدرة على الاستغلال الأمثل الموارد المتاحة وتقديم اعلي جودة ممكنة.

التفكير الاستراتيجي والتشغيلي

هناك نوعان من التفكير هم الاستراتيجي بعيد المدي يهتم بالفكرة العامة والوصول إليها؛ والتفكير التشغيلي ويهتم بالحاضر والواقع والتفكير في الخطوات الواجب اتخاذها الآن لتحقيق الرؤية الاستراتيجية وكل نوع مفتقر للأخر

التفكير التشغيلي بدون التفكير الاستراتيجي سيكون عمل عشوائي لا رؤية له والتفكير الاستراتيجي بدون التفكير التشغيلي هو مجرد عالم من الخيال لا تنفيذ فيه.

ويمكننا أن نختصر الأمر في أن أصحاب التفكير الاستراتيجي هم صناع المستقبل وأصحاب التفكير التشغيلي هم اصحاب الحاضر فالمستقبل يعتمد على الحاضر والحاضر يحتاج إلى رؤية المستقبل.

التفكير الاستراتيجي هل هي صفة وراثية أم مكتسبة

التفكير الاستراتيجي من الصفات المكتسبة التي يمكن لأي فرد أن يمتلكها بالتدرب الجيد وبالمعرفة فيجب أولا عليك معرفة ما هو التفكير الاستراتيجي ثم تعرف كيف تجعل تفكيرك استراتيجيا ولكن لا تنسي حظ التفكير التشغيلي فيجب الدمج بين النوعين كما ذكرنا مسبقا.

ومن أهم الوسائل لاكتساب التفكير الاستراتيجي هو التفكير بالسيناريو: وضع سيناريوهات مستقبلية لكل شيء متوقع أن يحدث ووضع درجات لهذا السيناريوهات بناء على الأقرب للواقع والهدف منه هو تشعب.

المشاكل التي تواجه التفكير الاستراتيجي

  • يعاني البعض من مشكلة وهي عدم معرفة حقيقة الشيء فكثير من الناس يظنون إنهم بالفعل يفكرون تفكيرا استراتيجيا وإنهم لديهم القدرة والخبرة اللازمة لقيادة الأزمات وتوقعها وتحليلها فالنفس تخدع دائما ولهذا يجب أن تتابع دائما مع متخصص في التفكير الاستراتيجي وتقييم نفسك دائما وتعلم ما تحتاج من مهارات لاكتسابها
  • ضيق الوقت وكثرة الوقت المستخدم في التنفيذ: التفكير الاستراتيجي يحتاج إلى وقت كبير للتفكير وتحديد الخطوات ورسم الرؤية والاطلاع على الصورة من جميع جوانبها وبعض الناس يعتبرون هذا قد يجعل الأمر يمر بشكل ابطأ ولكن حقيقة الأمر أن كل ساعة تستهلكها في التفكير توفر عليك أربع ساعات من العمل وإن التقدم بسرعة بعشوائية يؤدي إلى السقوط أما التقدم بمستوي معتدل مع الثبات أفضل بكثير.
  • التفكير الأحادي الجانب: بعض الاشخاص يرون الأفكار أما أفكار جيدة بالكلية أو سيئة بالكلية ويتغاضون بنظرهم عن بعض الأجزاء الهامة جدا في الفكرة التي من الممكن الاستعانة بها وتطويرها لإنتاج أفكار جديدة أكثر فاعلية فعند التفكير ووضع رؤية لفكرة معينة قم بتحليل وتجزئة هذه الفكرة وضع درجات تقييمه بناء على الفاعلية والقدرة على التنفيذ والنتائج والقيم المقدمة.

 

سبع خطوات لاستخدام التفكير الاستراتيجي في بناء خطة استراتيجية قوية:

  • تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمشروع باستخدام منظومة S W O T .
  • تحليل القيمة المضافة: ماذا قدمت المنظمة من قيمة بالمقارنة مع المنافسين.
  • تحليل وضع المنافسة: قوة المنافسين وقوة السوق المحلي والخارجي مقارنة بالمنظمة.
  • إعداد عدة سيناريوهات بديلة للمستقبل: وهذه الاستراتيجية تسمي التفكير بالسيناريو ويتم توقع كل السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث ووضع بدائل واحتمالات وتجهيزات للسيناريوهات السيئة.
  • وضع نظام لطرق اتخاذ القرار داخل المؤسسة.
  • تحديد البيانات الكمية والنوعية التي تحتاجها المؤسسة.
  • بدء كتابة الخطة الاستراتيجية.

 

الاستراتيجية والمهام :

ومن المهم جداً هنا أن نفرق بين تعريف الاستراتيجية وتعريف المهام.

الاستراتيجية هي كلمة غير معرفة وحتى الآن لم يصل أحد إلي تعريف معين لها فكلمة الاستراتيجية تختلف من مجال لمجال أخر وأصل الكلمة هي الاستخدام العسكري ولكنها انتقلت إلي بعض المجالات الأخرى وجاءت بمعني الخطوات في المصانع استراتيجية تشغيل الآلة أو تصنيع الآلة.

وجاءت بمعني المستقبل بعيد المدي في العلوم الإدارية مثل التفكير الاستراتيجي والتخطيط الاستراتيجي.

وفي الجهات التنفيذية: تستخدم بمعني كيفية تنفيذ الأمر ولكن مع الوصول لأعلي كفاءة ممكنة.

ولهذا الاستراتيجية ليس لها معني واحد أو مصطلح واحد ولكن ممكن أن نجمع كل هذه المفاهيم في إن الاستراتيجية هي مجموعة من القيم والمبادئ والوسائل التي يتم وضعها وصياغتها للوصول وتحقيق نتيجة أو هدف معين.

ولكن في مفهوم الإدارة وهذا ما نركز عليه الآن.

هناك فرق كبير بين الاستراتيجية والمهام!

الاستراتيجية:

  • خاصة بالتفكير بعيد المدي كيف سيكون المستقبل البعيد.
  • الاستعداد الدائم والتخطيط لمسار الخريطة كيف ستصل إلى المستقبل وتحقيق الرؤية التي تم وضعها.
  • دائما تنظر إلى المنظور الواسع (العام) وتتصف بالشمولية ولا تخضع للتفاصيل لأن التفاصيل تتغير سريعا.
  • الاستراتيجية تكون استباقية تتوقع المستقبل تتوقع الفرص والمخاطر والسيناريوهات التي من الممكن أن تمر بها المؤسسة وتستعد له وتضع البدائل والبرامج.
  • مهمة جدا للمؤسسة في تحديد الإطار العام والقوانين العامة للمؤسسة واقعيا ومستقبلا.
  •  

المهام أو التكتيكات:

بخلاف الاستراتيجية المهام تكون تنفيذية تهتم بالواقع الحالي والمستقبل القريب وهي تقوم على تغطية هذه العناصر

  • ماذا سنفعل الآن؟ تقوم بالإجابة على سؤال ماذا سنفعل الآن؟ ما هي الخطوات الواجب تنفيذها الآن؟ ويتم تحديد الأهداف قصيرة المدي الاسبوعية أو الشهرية.
  • كيف سنفعل هذا؟ الوسائل المستخدمة في تنفيذ هذه المهمة ومن الشخص أو الجهة المسؤولة عن تنفيذها.
  • متي سنفعل هذا؟ الجدول الزمني للبدء في تنفيذ المهمة وموعد تسليم المهمة.
  • لماذا سنفعل هذا؟ كل مهمة أو هدف تفصيلي لابد أن يكون خطوة تحقق جزء صغير من الخطة الاستراتيجية وتكون السبب في التقدم نحو تحقيق الرؤية.
  • المتطلبات: ما نحتاجه لتنفيذ هذه المهمة.
  • مؤشر التنفيذ: يتم وضع نسبة رقمية أو عدد حسابي أو جملة كتابية عند الوصول لهذا الأمر تكون مؤشر لنجاح تنفيذ المهمة.
  • يتم تقسيم الخطة الاستراتيجية إلى مهام صغيرة أجزاء عند تنفيذ كل جزء تكون الخطة قد اكتملت.
  • المهام تهتم جيدا بالتفاصيل وتتعامل مع وتدرس الواقع جيدا وتحلله وتتعامل مباشرة مع المخاطر والفرص في المستقبل القريب وتضع الخطط والبدائل لها
  • لابد من وضع المهام لفترة معينة لا تزيد عن سنة واعادة بناءها بشكل دوري لأن وجود المهام هو السبيل لنجاح الخطة
  • تحدد الأولويات في الخطة الاستراتيجية بناء عن الأهم ثم الأهم وبدء التنفيذ حسب الأولويات وتكون الاولويات بناء على أحداث جارية – أهداف مطلوب تحقيقها – تحديات عاجلة – معلومات وحقائق لابد من جمعها

الخاتمة 

يجب على المؤسسة أن تمتلك الاثنين؛ تمتلك شخص يفكر في الاستراتيجية وشخص يحولها إلى مهام وخطوات ويمكن أن يكونوا نفس الشخص.

ولكن درجة أهمية اكتساب المهارة والتخصص تختلف من شخص لشخص أخر حسب دورك الريادي والتنفيذي في المؤسسة.

مدير المؤسسة يجب أن يكون متخصص في كتابة وصياغة الاستراتيجية باحترافية وتوجيه الأخرين إليها وشرحها وتوضيحها لكل من يعمل بالمؤسسة فالتخطيط جزء رئيسي من الإدارة حتى تكون مديراً ناجحاً تحتاج إلى (التخطيط – التنظيم – التوجيه – التوظيف – الرقابة)

المدير يجب أن يكون لديه رؤية استباقية للبيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة ويتوقع المخاطر والتهديدات ويكون علي علم بواقع المؤسسة الآن ويقوم باتخاذ خطوات استباقية للوقاية من أي مخاطر ممكن أن تهدد المؤسسة وللاستعداد لأي فرص تجعل الخطة تسير بشكل أسرع فيجب علي مدير المؤسسة أن يكون شخص تخطيطي استراتيجي علي علم بكل ما يجري حوله من أحداث تؤثر على المؤسسة وطبعا بيتم الاستعانة وتشكيل فريق عمل لهذا.

ولهذا إن كنت من مراكز الإدارة فيجب أن تكون مهارات التفكير والتخطيط الاستراتيجي موجودة لديك بنسبة كبيرة لتسطيع رؤية السوق ورؤية اتجاه المؤسسة واتخاذ الإجراءات الاستباقية لمنع حدوث اي خسائر أو مخاطر مستقبلية يجب أن تكون شخص تخطيطي أكثر من كونك شخص تنفيذي.

أم لو كنت فرداً من فريق العمل فيجب أن يكون الجانب التنفيذي موجود بنسبة أكبر.

لأنك مسؤولاً عن تنفيذ المهمات والإجراءات فيجب أن تكون شخصاً تنفيذياً أكثر من كونك شخص تخطيطي.

وهذا الأمر أولا وأخيراً يكون نسبي حسب نوع المجال الذي تعمل به ولهذا في كلا الحالتين يجب أن تمتلك المهارتين فأنت شخص تخطيطي تنفيذي ولكن حسب مكانتك في المؤسسة وحسب المطلوب منك يكون إحدى المهارتين ظاهرة علي المهارة الأخرى.